الحلم سبورت : فشل ميسي في تحقيقه… إنجاز تاريخي أوروبي ينتظر محمد صلاح

يقترب النجم المصري محمد صلاح من معانقة إنجاز فريد من نوعه في كرة القدم الأوروبية، إذ يقف على أعتاب كتابة صفحة جديدة في سجلات التاريخ، لم ينجح حتى الأسطورة ليونيل ميسي في تدوينها.

ومع اقتراب إسدال الستار على موسم 2024-2025، يتصدر نجم ليفربول قوائم الهدافين وصانعي الأهداف في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، في إنجاز فردي استثنائي لم يحققه أي لاعب من قبل في موسم واحد.

صلاح يتحدى التاريخ والأساطير
ولطالما تألق كبار النجوم في أوروبا، وتمكن بعضهم من تصدر إحدى القائمتين: الأهداف أو التمريرات الحاسمة، فقد سبقه إلى هذا المجد الجزئي أسماء لامعة مثل تييري هنري، فرانشيسكو توتي، وليونيل ميسي، لكن المفارقة أن أياً منهم لم ينجح في الجمع بين الصدارتين معاً خلال موسم واحد في أحد الدوريات الكبرى.

ما يفعله محمد صلاح هذا الموسم يتخطى التوقعات، ويقترب من تحقيق إنجاز لم يكن في الحسبان، بل ويهدد بإعادة تعريف معنى “الأداء الكامل” للاعب كرة قدم.

صدارة الهدافين… من يوقف الملك المصري؟
سجل صلاح هدفه الـ28 في الدوري الإنكليزي لكرة القدم هذا الموسم، خلال الانتصار الساحق 5-1 على توتنهام، وهي المباراة التي حسمت اللقب لصالح “الريدز”.

احتفال صلاح خلال لقاء ليفربول وتوتنهام (أ ف ب)

ورغم تراجع نسبي في معدله التهديفي في الأسابيع الأخيرة، لا يزال صلاح يحتل صدارة هدافي الدوريات الأوروبية الكبرى بفارق ثلاث أهداف عن أقرب ملاحقيه.

المنافسة على جائزة الحذاء الذهبي ليست سهلة، فيوجد روبرت ليفاندوفسكي، مهاجم برشلونة، الذي يحتل المركز الثاني برصيد 25 هدفاً، لكنه يعاني من إصابة في أوتار الركبة ستبعده لأسبوعين على الأقل، مما يصعب عليه اللحاق بصلاح.

أما هاري كاين، هداف بايرن ميونيخ، فسجل 24 هدفاً، لكنه موقوف عن المرحلة المقبلة في البوندسليغا ولم يتبق له سوى مباراتين لمحاولة تقليص الفارق.
ماتيو ريتيغي، مهاجم أتالانتا، يملك نفس الرصيد من الأهداف، لكنه يعيش فترة جفاف تهديفي مؤخراً.

من جهة أخرى، يظهر كيليان مبابي وألكسندر إيزاك في الصورة بـ22 هدفاً لكل منهما، وقد يشكلان تهديداً نظرياً، لكنهما بحاجة إلى طفرة تهديفية في المراحل المتبقية.

أما فيكتور غيوكيريس مهاجم سبورتينغ لشبونة، فقد سجل 38 هدفاً في الدوري البرتغالي، لكن الدوري لا يُعد ضمن الخمس الكبرى إذ يحتسب الهدف مقابل نقطة ونصف بدلاً من نقطتين، ما يُضعف من فرصه في المقارنة المباشرة بصلاح ضمن هذا الإنجاز الأوروبي الفريد.

تمريرات حاسمة… صلاح يبتعد في الصدارة
تفوق صلاح لا يقتصر على التسجيل فقط، فقد قدّم هذا الموسم 18 تمريرة حاسمة في الدوري الإنكليزي، وهو رقم كفيل وحده بتصدر ترتيب صانعي الأهداف في معظم المواسم السابقة.

ويتقدم الفرعون بفارق مريح عن أقرب مطارديه، وعلى رأسهم النجم الشاب لامين يامال من برشلونة، وميكيل أوليسيه لاعب بايرن ميونيخ، ولكل منهما 12 تمريرة حاسمة.

هذا التفوق الكبير في خانتي التسجيل والصناعة يضع محمد صلاح أمام فرصة نادرة للانفراد بإنجاز لم يتحقق في تاريخ الدوريات الخمس الكبرى، أن يكون اللاعب الأكثر تسجيلاً وصناعة في نفس الموسم.

صلاح.. نحو أسطورة جديدة
إذا واصل صلاح أداءه بهذا المستوى في المراحل القليلة المتبقية، فإن التاريخ سيسجل اسمه كأول لاعب في العصر الحديث يهيمن على القائمتين معاً في موسم واحد، متجاوزاً أسماء بحجم ميسي وهنري وتوتي.

إنها لحظة فارقة في مسيرة لاعب أعاد تعريف مفهوم النجم العربي في أوروبا، وقد تكون هذه الذروة خير تتويج لمسيرة مذهلة كتب فصولها بقدميه، وبأخلاقه، وبعزيمته التي لا تلين.