الحلم سبورت : الأهلي السعودي فريق يمرض ولا يموت

واصل فريق الأهلي السعودي إبهار جماهيره هذا الموسم بأداء استثنائي ومستوى فني قوي خطف الأنظار تحت قيادة المدرب الألماني ماتياس يايسله.

بعد فترة عصيبة شهدت انتقادات واسعة دعت لإقالة يايسله، البالغ من العمر 37 عاماً، بسبب الأداء المهتز في دوري روشن السعودي، نجح المدرب في تجاوز كل الضغوط بصمت والعمل بجد. 

تمكن يايسله من تحويل الانتقادات إلى إشادات مستحقة بعدما قاد الأهلي لتحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق، بفوزه بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة. الإنجاز أتى عقب الانتصار على كاواساكي الياباني بنتيجة 2-0، ليصبح هذا التتويج هو الأول من نوعه في سجل النادي.

لم يكن هذا النجاح مجرّد صدفة، بل امتدّ ليشمل أداءً مذهلاً طوال البطولة؛ حيث خاض الأهلي 13 مباراة دون أن يتلقى أي هزيمة محققاً 12 انتصاراً وتعادلاً وحيداً فقط. ومن أبرز اللحظات كان التفوق على الهلال، أحد أقوى المرشحين للقب في كل موسم، ما يؤكد قوة الفريق وجاهزيته.

هذا الإنجاز يعتبر تتويجاً لسنوات من العمل والسعي لتحقيق الحلم الآسيوي، خصوصاً وأن الفريق اقترب من اللقب في نسختين سابقتين بطريقة النظام القديم، لكنه لم يوفق حينها، وتحديداً في نهائيات موسم 1986-1985، وعام 2012 عندما خسر المباراة الحاسمة أمام فرق كورية جنوبية.

احتفال الأهلي بالتتويج بقلب دوري أبطال آسيا للنخبة (أ ف ب)

عقب هذا التتويج المستحق، واصل الأهلي السعودي رسم مسار النجاح بوصوله إلى كأس العالم للأندية عام 2029 بالإضافة إلى تأهله لبطولة كأس القارات. كما ضمن مشاركته مجدداً في النسخة القادمة من دوري أبطال آسيا للنخبة ليواصل تسطير تاريخ مشرق.

الأهلي السعودي يُجسّد صورة الفريق الذي لا يعرف الاستسلام، ويمرض لكنه لا يموت. تماماً كطائر الفينيق الذي ينهض من تحت الرماد، واجه الفريق صعوبات شديدة وصلت إلى هبوطه لدوري الدرجة الأولى وخوضه منافساته في موسم 2022-2023. لكن سرعان ما عاد إلى مكانه الطبيعي بصعود مباشر ثم إنهائه الموسم اللاحق في المركز الثالث بالدوري رغم ضعف خياراته الفنية آنذاك.

مع تغييرات إدارية وفنية والتعاقدات الجديدة، مثل الاستغناء عن آلان سانت ماكسيمين والتعاقد مع إيفان توني وجالينو لتعزيز الخط الهجومي، بات الفريق أكثر قوة واستقراراً. كما كان لثلاثي الخبرة رياض محرز وروبرتو فيرمينو وإدوارد ميندي القادمين من الدوري الإنكليزي الممتاز دوراً بارزاً في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي بفضل تأثيرهم الكبير وخبرتهم العالية.

تجربة الأهلي السعودي تقدّم نموذجاً ملهِماً للإصرار وتحقيق الطموحات. بدأ الفريق رحلته من معاناة الهبوط إلى اعتلاء قمّة الكرة الآسيوية بفضل خطة محكمة وتكاتف جميع عناصره. قصة نجاحه تؤكد أن العمل الجاد والمثابرة هما السبيل لتحقيق أعظم الأحلام.